لم يكن العام 2025 عامًا عاديًا على الساحة الدولية؛ فقد حمل في طياته أحداثًا محورية هزّت السياسة العالمية، وأعادت تشكيل أولويات القوى الكبرى. بين عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ومحاولات احتواء الحرب في غزة، وتصعيد إقليمي شمل إيران ولبنان، وصولًا إلى مأساة دارفور واستمرار النزاع الروسي الأوكراني، شهد العالم عامًا حافلًا بالتحديات والاصطفافات الجديدة. فيما يلي أبرز خمسة أحداث شكلت ملامح العام وأثّرت في مجرياته، تمهيدًا لعام لا يقل غموضًا وأهمية. 1. عودة ترامب.. رئاسة ثانية على وقع المواجهة في يناير، عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مستأنفًا سياساته تحت شعار “أميركا أولًا”. قراراته الأولى شملت موجة أوامر تنفيذية أثارت جدلًا داخليًا واسعًا، تضمنت إطلاق حرب تجارية، وترحيلا جماعيا للمهاجرين غير النظاميين، وتقليص برامج التنوع. وعلى رغم انتصاره، تعثرت بعض قراراته في المحاكم، وسجّلت المعارضة الديمقراطية انتصارات في انتخابات محلية؛ ما وضع الحزب الجمهوري في موقف حساس قبيل انتخابات 2026. 2. هدنة غزة.. وقف مؤقت لإحدى أكثر الحروب دموية.. واعترافات دولية في العاشر من أكتوبر، أعلنت “حماس” وإسرائيل وقفًا لإطلاق النار بعد حرب استمرت عامين، اندلعت إثر هجوم غير مسبوق في 2023. الاتفاق، الذي جاء بدعم من إدارة ترامب، شمل تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية لغزة. وعلى رغم ذلك، استمر التوتر على الأرض، مع اتهامات متبادلة بخرق الهدنة، وضربات إسرائيلية جديدة على القطاع ومعاقل لـ “حزب الله” في لبنان. وقد تزامنت الهدنة مع موجة اعترافات دولية متزايدة بدولة فلسطين، في تحوّل دبلوماسي لافت أعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد الدولي. 3. إسرائيل وإيران.. مواجهة مباشرة وتوسّع إقليمي في يونيو، نفذت إسرائيل ضربات غير مسبوقة على منشآت نووية إيرانية، أعقبها تصعيد عسكري استمر 12 يومًا بمشاركة أميركية محدودة. وفي سبتمبر، قصفت إسرائيل أهدافًا لـ “حماس” داخل الدوحة في قطر؛ ما أدى إلى توتر سياسي حاد. التصعيد وسّع نطاق المواجهة في الشرق الأوسط، ورفع منسوب القلق من اندلاع نزاع أوسع. 4. السودان.. سقوط الفاشر ومأساة دارفور تعود إلى الواجهة سيطرت قوات الدعم السريع في أكتوبر على مدينة الفاشر، بعد حصار استمر 18 شهرًا، لتدخل دارفور مرحلة جديدة من العنف. تقارير “الأمم المتحدة” ومنظمات دولية تحدثت عن مجازر وإعدامات عرقية وجرائم واسعة النطاق. سقوط المدينة أعاد شبح فظائع أوائل الألفية، فيما امتد النزاع إلى إقليم كردفان المجاور، وسط شلل دبلوماسي دولي في وقف النزيف الإنساني. 5. الحرب الروسية - الأوكرانية.. وساطات بلا نتائج على رغم مبادرات بقيادة إدارة ترامب لعقد محادثات سلام بين موسكو وكييف، ظلت الحرب مستمرة على الأرض. وجرت لقاءات في إسطنبول وقمة أميركية روسية في ألاسكا، لكنها لم تُفضِ إلى اتفاق. روسيا واصلت تقدمها شرقًا، وأوكرانيا كثّفت ضرباتها داخل الأراضي الروسية. في المقابل، فرضت واشنطن عقوبات إضافية على قطاع الطاقة الروسي، فيما رأى الأوروبيون أن المقترحات الأميركية تميل لمصلحة الكرملين.