بلغت الضغوط التضخمية في قطاع التجزئة بالولايات المتحدة مستويات قياسية جديدة، حيث سجلت تكلفة سلة الغذاء الأساسية للأسر الأميركية ارتفاعاً غير مسبوق، ليرتفع متوسط إنفاق الأسرة المكونة من أربعة أفراد إلى نحو 1,030 دولاراً شهرياً. ويشير المحللون الاقتصاديون إلى أن هذا الارتفاع القياسي ليس نتيجة عامل واحد، بل هو نتاج تضافر عدة ضغوط هيكلية تشمل اضطرابات سلاسل التوريد العالمية، وتصاعد تكاليف الإنتاج والمدخلات الزراعية، بالإضافة إلى الارتفاع المطرد في أسعار الطاقة التي تنعكس مباشرة على تكاليف النقل والتوزيع. وقد شهدت السنتان الماضيتان زيادة مستمرة وحادة في أسعار السلع الحيوية مثل اللحوم، ومنتجات الألبان، والمحاصيل الزراعية، والسلع المغلفة، ما أدى إلى وضع الميزانيات العائلية تحت مجهر الضغط المالي وتآكل القوة الشرائية الحقيقية للمستهلكين. وتكشف البيانات عن أن تجار التجزئة والشركات المصنعة يواصلون تعديل استراتيجيات التسعير الخاصة بهم لمواكبة التكاليف التشغيلية المتزايدة، ما يشير إلى أن أسعار الرفوف لا تظهر سوى علامات طفيفة على التباطؤ في المدى المنظور. ويرى الخبراء الاقتصاديون أن تجاوز هذه المرحلة الحرجة يتطلب استقراراً شاملاً في الأسواق العالمية وتدخلات فعالة على مستوى السياسات المالية والنقدية لإعادة التوازن الاقتصادي. فمن دون استقرار ملموس في أسعار المدخلات الأولية وتحسن الكفاءة اللوجستية، سيظل المستهلك الأميركي يواجه تحديات جسيمة عند نقاط البيع، حيث تظل آمال الأسر في رؤية انفراجة سعرية معلقة بمدى قدرة الأسواق على استعادة توازنها وتجاوز فترات التقلب التي فرضتها الظروف الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة بحسب keeponlearning.daily.