بالرغم من وفاة ميشيل هوبسون، المعروفة إعلامياً بـ"أم يوتيوب"، قبل محاكمتها في عام 2019، كشفت مقابلات حديثة عن تفاصيل صادمة للانتهاكات الجسدية والنفسية التي تعرض لها أطفالها السبعة المتبنين أثناء تصوير فيديوهات قناة (Fantastic Adventures) على يوتيوب. وكانت القناة تقدم نصائح عن الأمومة وكيفية العناية بالأبناء، وتعرض الأطفال في مشاهد مرحة أمام أكثر من 800 ألف مشترك، وجمعت ملايين المشاهدات وأرباحاً تُقدَّر بحوالي 2.5 مليون دولار. لكن خلف الكاميرا عاش الأطفال جحيماً يومياً، إذ تعرضوا للضرب، والحرمان من الطعام والماء، والتعرض للرش بالفلفل، والصعق بالكهرباء على أجزاء حساسة من أجسامهم، واحتجازهم في القبو لأيام، بحسب ما كشفته جوردين داونز، الابنة البيولوجية لميشيل هوبسون. وأوضحت جوردين في تفاصيل جديدة ترويها لأول مرة، أن والدتها كانت تهددهم بالقتل إذا تحدثوا، وتجبرهم على الكذب خلال زيارات خدمات حماية الطفل، وتخلق جواً من العداء بينهم لضمان السيطرة. وأضافت: "الاعتداءات كانت طوال حياتنا، كنا جميعاً مثل الدمى أمامها قبل حتى أن تنضم إلى يوتيوب". وواجهت هوبسون اتهامات خطيرة تضمنت 24 تهمة إساءة للأطفال، و5 تهم خطف، وتهمة اعتداء مشدد،كما اتهمتها السلطات بإجبار الأطفال على ترك المدرسة للمشاركة بدوام كامل في تصوير مقاطع الفيديو، وفرض عقوبات وحشية عليهم في حال أخفقوا في أداء الأدوار أو لم يلتزموا بتعليماتها. وعلى الرغم من وجود تسع تحقيقات سابقة من قبل إدارة حماية الأطفال في أريزونا، لم تُكتشف أدلة كافية حينها، فيما كانت هوبسون تتلقى تنبيهات مسبقة بحضورهم، مما جعل الأطفال يلتزمون الصمت، وقالت جوردين عن ذلك: "سلطات الولاية فشلت في حمايتنا، وأمي خرجت دون عقاب حقيقي". وتوفيت هوبسون في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 نتيجة إصابة دماغية طبيعية أثناء انتظارها المحاكمة، قبل أن يُحاسبها القانون على سنوات التعذيب والإساءة الطويلة لأطفالها. وفي النهاية، تمت إزالة جميع الأطفال السبعة من رعايتها، كما ألقي القبض على ابنيها البيولوجيين ريان ولوغان بتهمة الإخفاق في الإبلاغ عن إساءة والدتهم. واليوم، يواجه هؤلاء الأطفال تبعات سنوات من الصدمات النفسية والجسدية، وسط جدل واسع ومستمر حول حماية الأطفال وفشل السلطات في منع هذه الكارثة. .