هآرتس.. لترامب: إن لم “تجبر” نتنياهو على المضي بـ “المرحلة الثانية” فأنت شريكه منذ البداية #عاجل

ترجمة - هآرتس * تباهى دونالد ترامب مؤخراً في خطاب للأمة فقال: "حللت ثمانية حروب في عشرة أشهر… وجلبت السلام إلى الشرق الأوسط”. في لقائه هذا الأسبوع في فلوريدا مع نتنياهو، ستختبر قدرته على صب محتوى حقيقي لتصريحاته المتفائلة. قبل نحو شهرين، أوضح ترامب بأنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. كانت هذه خطوة مهمة أوضحت لحكومة نتنياهو بأن الإدارة الأمريكية لا تسمح بهذيانات الضم في الضفة أو للترحيل في قطاع غزة. إذا كان ترامب مصمماً على تحقيق رؤيا السلام، فعليه إبداء الحزم إياه في ضوء سياسة إسرائيلية أخرى وخطيرة: سياسة الجمود التي ترتبط بنتنياهو. نتنياهو يتميز بإبقاء ساحات مفتوحة وبتعطيل أي إمكانية تغيير؛ حتى لا تحسم أي مسيرة ولا تستكمل أي تسوية. يصل نتنياهو إلى فلوريدا فيما كل الجبهات حول إسرائيل – قطاع غزة، لبنان، سوريا وإيران – مفتوحة وغير مستقرة. كل هذا في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأمريكية إلى استقرار الشرق الأوسط للمضي بخطوة إقليمية شاملة، وتوسيع اتفاقات إبراهيم وعرض إنجاز سياسي. في سوريا، يدفع ترامب إلى تسوية أمنية محدودة تستقر فيها الحدود، فيما يريد نتنياهو تعطيل أي إمكانية للتسوية. وفي لبنان أيضاً، تصر إسرائيل على إبقاء الجبهة ساخنة، فتواصل هجومها على مواقع حزب الله، وفي إطار ذلك تضعف حكومة لبنان وقدرتها على المضي بنزع سلاح حزب الله. بالتوازي، تتكاثر الأحاديث عن جولة إضافية في إيران. في القطاع، يسعى ترامب لدفع نتنياهو بالتقدم إلى المرحلة الثانية من الاتفاق. هذه المرحلة، التي يحاول نتنياهو التذاكي فيها، إنما يريد تحويل المؤقت إلى دائم، واستمرار الوضع المرحلي – حرب غير كاملة ولكن لا نهاية لها. يعرف نتنياهو أن ترامب في خطته "العشرين نقطة” ثبت حل الدولتين كجزء من خطته، بل وأيد مشاركة السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع. غير أن نتنياهو الذي تباهى بدفن حل الدولتين وحكومته التي تشبه السلطة بحماس وتشبه حماس بالنازيين، سيفعلان كل ما في وسعهما كي يعارضا ذلك. أي تسوية تعرض استقرار ائتلاف نتنياهو للخطر سيرفضها حتماً، إن لم يكن علنياً ومباشراً فبخفية وتلاعب. من ناحية نتنياهو، الخط الأصفر هو الخط الأحمر. إذا كان ترامب يريد السلام حقاً فعليه أن يلزم نتنياهو بالانتقال إلى المرحلة الثانية في الخطة وأن يثبت ثمناً لأي تأخر أو تسويف أو مماطلة. فهذه تستهدف الإحسان لنتنياهو وحكومته وليس لمواطني إسرائيل ودول المنطقة. * أسرة التحرير .