"حس المسؤولية دفعني للمبادرة بإنقاذ المعتمر"، بهذه الكلمات بدأ رجل الأمن السعودي ريان بن سعيد العسيري حديثه لـ"العربية"، كاشفًا تفاصيل موقفه الإنساني الذي انتشر على نطاق واسع، عقب استجابته السريعة لإنقاذ معتمر من السقوط من الأدوار العلوية، في حادثة حظيت بتفاعل لافت. سألت "العربية" العسيري، الذي يرقد في المستشفى عقب تعرضه لإصابات متفرقة، "هل لو عاد بك الوقت إلى الوراء ستفعل الموقف ذاته؟"، ليجيب: "شعوري العالي بالمسؤولية تجاه ضيوف الرحمن دفعني للتدخل الفوري دون التفكير في سلامتي الشخصية". وأكد ريان العسيري أن أمن وسلامة قاصدي بيت الله الحرام يمثلان أولوية قصوى وخطاً أحمر لرجال الأمن، مشدداً على عدم وجود مجال للتهاون تجاه حماية ضيوف الرحمن مهما كانت الظروف. وطمأن العسيري المجتمع على حالته الصحية، موضحاً عبر قناة "العربية" أنه تعرّض إلى خلع في الركبة وكسرين في الساق، وأجرى عمليتين جراحيتين تكللتا بالنجاح. كما رفع رجل الأمن شكره وتقديره للأمير عبدالعزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، على اتصاله واطمئنانه عليه، مؤكداً أن هذا الاهتمام غير مستغرب على القيادة وولاة الأمر، وكان له بالغ الأثر في رفع معنوياته. وقال: "أنا بخير ولله الحمد بصحة وعافية"، مشدداً على أن ما قام به نابع من الواجب الوظيفي والإنساني. وعن تفاصيل الموقف، قال: "قمت بواجبي في خدمة ضيوف الرحمن، وأحمد الله أنني كنت في الوقت والمكان المناسبين لإنقاذ حياة هذا الإنسان، وأسأل الله له الشفاء"، مؤكداً أن هذا التصرف ليس غريباً على أي مواطن سعودي، بل يُعد شرفاً وواجباً وطنياً. وفق ما أعلن الأمن العام السعودي، وذكرته المصادر الرسمية، باشرت القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام حالة إقدام شخص على إلقاء نفسه من الأدوار العلوية للمسجد الحرام. وأثناء محاولة رجل الأمن التدخل لإنقاذه تعرض للإصابة، ونُقل رجل الأمن والشخص المعني إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة واستكمال الإجراءات النظامية. .