علمني الإعلام.. أن كثيراً من الأحيان يقدم المؤخر، ويؤخر المقدم. علمني الإعلام.. أن الكفاءة ليست سبباً في الوصول إلى القمة، وأن العلاقات رأس الحربة في التواجد والانتشار. علمني الإعلام.. أن البثارة- وليست الإثارة- أسهل الطرق لتكون في الصف الأول. علمني الإعلام.. أن الشللية- وليس الميول- محطة دائمة للاستمرار والتواجد. علمني الإعلام.. أن الصدفة أحياناً أقوى من التخطيط والمبادرة والابتكار في الوصول إلى المناصب والارتقاء نحو النجومية. علمني الإعلام.. أن العقلانية والاتزان والموضوعية مبادئ تجعلك «محلك سر»، لا تؤكل عيشاً وسط الصخب والضجيج. علمني الإعلام.. أن تفوّق التلميذ على الأستاذ ليس بسبب الكفاءة والتمكين والقدرة والإمكانات، بل بسبب النفاق والوصولية ودهن السير. علمني الإعلام.. أن المظهر يتفوق على الجوهر في كثير من الأحيان. علمني الإعلام.. أن المسرحيات أكثر انتشاراً من الوقائع والحقائق. علمني الإعلام.. أن الردح مذموم، لكنه هو السائد في معظم القضايا الجدلية.هكذا كتب الزميل عيسى الجوكم عبر منشور وجدت فيه ما يجيز لي الاتفاق معه بالمطلق، فكل نقطة أشار إليها تحكي واقعاً، بل همّاً مشتركاً تأملت تفاصيله من خلال «علمني الإعلام»، ومن لم يعلمه الإعلام يا عيسى لن يتعلّم..• أخيراً: يقول الكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي:«إنّ من يحترم نفسه لا بد أن يتعرض للوقاحات وأن تناله الإهانات».بينما يقول الشاعر الأمريكي هنري لونجفيلو:«من يحترم نفسه يصبح في مأمن من الآخرين، فهو يرتدي درعاً لا يستطيع أحد أن يخترقه». مع مَنْ تتفق يا عيسى..؟