شفق نيوز- بغداد في أزقة منطقة الشواكة وسط العاصمة العراقية بغداد، ما يزال أبو محمد يمارس مهنة صناعة (المكرافة) وعدد من الحرف اليدوية البسيطة التي ورثها عن آبائه، وسط مشهد يعكس صراع المهن التراثية مع موجات الاستيراد الواسعة. و(المكرافة) أو (المجرفة) أداة شعبية تقليدية يستخدمها العراقيون لنقل ورفع المواد الغذائية مثل الطحين والسكر وغيرها من أكياسها إلى الميزان أو الأوعية المخصصة، وتنتشر في الأسواق والمحال، ويعتمد عليها البعض أيضاً داخل المنازل. يقول أبو محمد، لوكالة شفق نيوز، إن (المكرافة) كانت يوماً جزءاً أساسياً من أدوات البيوت والأسواق الشعبية، وباتت اليوم مهددة بالاندثار مع تراجع الطلب عليها لصالح المنتجات المستوردة الأرخص ثمناً والأسرع تداولاً. وبحسب أبو محمد، فإن الإقبال على "المكرافة" المصنوعة يدوياً انخفض بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، في ظل غياب أي دعم حكومي أو مبادرات لحماية الصناعات التقليدية، ما جعل استمرار المهنة تحدياً يومياً. ويخشى الحرفيون العراقيون في المنطقة من اختفاء هذه الصناعات نهائياً، لتتحول من مصدر رزق وهوية تراثية إلى مجرد ذكرى في ذاكرة بغداد الشعبية. وتُعد صناعة "المكرافة" واحدة من المهن اليدوية التراثية التي ارتبطت بالحياة اليومية في بغداد ومدن عراقية أخرى لعقود طويلة، إذ كانت تُستخدم في البيوت والأسواق والمرافق العامة قبل انتشار البدائل الحديثة.