حذّر المختص في الزراعة المنزلية "أسد النمر"، من تنامي ظاهرة «الاجتهادات الشخصية» لدى الهواة في عمليات خلط المبيدات والأسمدة الكيميائية دون دراية علمية، واصفاً هذا السلوك بأنه خطر مزدوج يهدد صحة الإنسان بشكل مباشر وقد يؤدي إلى نتائج كارثية تنهي حياة الأشجار بدلاً من علاجها.
وشدد "النمر" على أن التعامل مع المواد الزراعية الكيميائية ليس حقلاً للتجارب، داعياً الجميع إلى التوقف الفوري عن استخدام أي مركبات أو خلطات دون الرجوع إلى أهل الاختصاص، لضمان السلامة الشخصية أولاً، وحماية النباتات من التسمم والحروق الكيميائية ثانياً.
وأوضح النمر أن الفترة من منتصف أكتوبر وحتى شهر مايو تعد «الموسم الذهبي» للزراعة، مشيراً إلى أن شهري أكتوبر ونوفمبر هما الأنسب مناخياً لغرس الشتلات، مما يفسر الازدحام الذي تشهده المشاتل حالياً.
نصائح لزاراعة آمنة
ولضمان زراعة آمنة وناجحة، وضع المختص خارطة طريق تبدأ باختيار الموقع المشمس، وتهيئة التربة مسبقاً عبر ترطيبها المستمر للسماح
للأسمدة العضوية بالتحلل والتبريد، محذراً من «صدمة النقل» التي تحدث عند تفكك التربة حول الجذور أثناء إخراج النبتة من الأصيص، مما يسبب ذبولها وموتها فوراً.
وفيما يخص آلية الري، أسقط النمر نظرية «الري العشوائي»، محدداً بروتوكولاً صارماً يبدأ بالري اليومي في الأيام العشرة الأولى، ثم التحول إلى الفحص اليدوي لجفاف التربة بعمق 3 سم، مع تقليل التكرار إلى مرة كل يومين تماشياً مع برودة الأجواء الحالية.
وعن التسميد، نصح بتأجيله لمدة تتراوح بين شهر وشهر ونصف من الزراعة، لتبدأ بعدها مرحلة التأسيس باستخدام أسمدة عالية الفسفور لبناء شبكة جذور قوية، تليها العناية بالنمو الخضري والرش الوقائي المتوازن ضد الحشرات.
واستعرض النمر خطة «الخدمة الشتوية» التي تنطلق مطلع شهر يناير، وتتضمن إضافة الأسمدة البقرية والتقليم بأنواعه، موجهاً أصحاب الأشجار المثمرة لاستخدام «الكالسيوم بورون» لتثبيت التزهير، ثم الانتقال لمركبات «عالي البوتاسيوم» لضمان جودة وحجم الثمار.
واختتم النمر حديثه بتجديد الدعوة للهواة بضرورة اعتماد المنهجية العلمية في الزراعة، مؤكداً أن استشارة المختص ليست ترفاً بل ضرورة حتمية لتفادي الخسائر المادية والأضرار الصحية والبيئية.