أبو عبيدة (غَيْر)...إنه مؤسسة إعلامية!

كم من شهيد وجريح ومصاب في حرب غزة!؟ ولكن أبا عبيدة غير فهو حالة إعلامية متميزة عرف كيف يصل إلى المشاهد فيصنع لديه وعيا خاصا فكان وعلى مدى حرب غزة يخوض حربا نفسية فائقة الجودة فأبدع المفردات اللغوية وسخر لغة الجسد والاصبع بل واللباس وتلوين الصوت بما جعله أكثر تأثيرا على الجميع فأصبح علما عالميا ينتظره الملايين ويصغون إليه أكثر مما يصغون لكبار المتحدثين العالميين الرسميين. واحتل أبو عبيدة مكانة رفيعة في عقول وقلوب الملايين إبان الحرب على الرغم من عدم ظهور وجهه فالعبرة كانت بالمضمون والمحتوى لقد بث الرعب في الكيان الإسرائيلي أكثر ممن حملوا السلاح فكان خطرا داهما على الإسرائيين لعله أشد من المقاومة نفسها. من الناحية النفسية فقد شن حربا على إسرائيل ضرب بها معنوياتها فكان في أشد أيام الحرب يصفها بأنها كيان هش جبان مجرم عالق في رمال غزة وكيان مؤقت قابل للزوال و أوهن من بيوت العنكبوت وهكذا... واصفا المستوطنين بانهم لمم لا يربطهم رابط مارقون ولا جذور لهم. والشاهد اننا نعيش ثورة اتصال و إعلام مرئي و مسموع ومقروء بتقنيات خيالية فهل استفدنا من ذلك؟ ولنا في ابي عبيدة المثال فقد سخَّر سلاح الاعلام بطريقة ذكية جعلته أشد مضاءً من السلاح الحقيقي الذي اعتدناه فالسياسة فن الممكن فلنُسَخّر ما بِأَيْدِينا مِنْ أَدَوَاتٍ (على قلتها) للدفاع عَنْ أَوْطَانِنَا ورحم من قال: (فليسعف القول إن لم يسعف المال). .