أيوب الكعبي.. نجم تعلم "المقصيات" في "حي الصفيح"

لم يعد غريباً أن يسجل النجم المغربي أيوب الكعبي هدفاً من "مقصية" إذ أصبحت تلك الأهداف أشبه بـ"ماركة" للاعب الذي ترك الدراسة صغيراً واضطر للعيش في حي الصفيح في مدينة الدار البيضاء. سجل الكعبي هدفاً أذهل المتابعين في افتتاح بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 التي تستضيفها بلاده وذلك عندما هز شباك جزر القمر بمقصية رائعة أمنت فوز أصحاب الأرض في المواجهة الافتتاحية، لكن هل كان ذلك محض صدفة؟ بالطبع لا لأن أيوب عاد وسجل هدفاً ثانياً بنفس الطريقة أمام زامبيا، وقبلها سجل بنفس الطريقة أمام بنين في مباراة ودية شهر يونيو الماضي وفي تصفيات كأس العالم 2022 هز شباك غينيا بيساو بطريقته المفضلة. رجل "المقصيات" سجل الكعبي 4 أهداف في موسم 2020-2021 عندما كان لاعباً في صفوف الوداد البيضاوي، وبالطبع كانت "مقصيات" منها هدف رائع في مرمى الدفاع الحسني الجديدي. درب ميلا تعلم الكعبي كرة القدم في حي درب ميلا الشعبي بالدار البيضاء وسط ظروف صعبة إذ سكنت عائلته في حي صفيحي كما كان الطفل أيوب يعمل خلال طفولته في النجارة وتنظيف السجاد وبيع الملح، وعندما بلغ 15 عاماً ترك مقاعد الدراسة والتحق بورشة لمساعدة أسرته، لكنه في الوقت ذاته واصل ممارسة كرة القدم وعندما وقع مع نادي الراسينغ أول عقد احترافي بعمر 21 عاماً قرر ترك العمل والتفرغ لكرة القدم. ظهير أيسر بدأ الكعبي كظهير أيسر لكنه تحول بشكل مفاجئ إلى هداف مع الفريق البيضاوي حيث سجل 36 هدفاً في 62 مباراة، ورحل بعدها إلى نهضة بركان حيث فاز بالكأس المحلية وتألق في بطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين 2018 التي توج هدافاً لها قبل أن يضمه هيرفي رينارد إلى قائمة "أسود الأطلس" المشاركة في مونديال روسيا. تجارب لم يكتب لها النجاح لعب أيوب في هيبي إف سي الصيني لكنه لم يترك بصمة تذكر وعاد إلى الوداد البيضاوي ومنه انتقل إلى هاتاي سبور التركي وبعده السد القطري قبل أن يكتب التاريخ مع أولمبياكوس اليوناني. أيوب في اليونان وضع الكعبي نفسه رقماً صعباً في أولمبياكوس اليوناني، إذ ساهم في تأهل الفريق إلى بطولة الدوري الأوروبي وسجل 16 هدفاً وهو رقم قياسي للاعب إفريقي، وفي الموسم الماضي أصبح أول لاعب مغربي يسجل هدفاً في مباراة نهائية في مسابقة أوروبية بعدما أحرز هدف الفوز في شباك فيورنتينا الإيطالي ليتوج فريقه بطلاً لبطولة المؤتمر الأوروبي. .