ما بعد لقاء مارألاغو.. القلق الإسرائيلي من تركيا يتصاعد

ترك برس تناول اللواء احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي غيرشون هكوهين، مخرجات اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مارألاغو، مشيرا إلى أنه بين التفاهمات والقضايا الخلافية برزت المسألة التركية بوصفها تهديدا محتملا لم تتضح معالمه بعد في التنسيق بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي. وفقا لصحيفة "عربي21". وأوضح هكوهين في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن هذه القضية لا تقتصر على أبعاد التهديد بحد ذاته، بل تمتد إلى التساؤل حول ما إذا كان البيت الأبيض سيوافق على بيع طائرات إف-35 لتركيا، ومتى يمكن أن يتم ذلك، معتبرا أن جوهر التهديد التركي لدولة الاحتلال يرتبط أساسا بمدى قدرة الولايات المتحدة، إن وُجدت، على فرض ضبط النفس في مواجهة النهج العدواني الذي ينتهجه نظام رجب طيب أردوغان تجاه الاحتلال. وأشار إلى أن تراجع قدرة الولايات المتحدة على احتواء بؤر الصراع والنزاعات بين أطراف تقع ضمن دائرة نفوذها يعود بدرجة كبيرة إلى التغير في خصائص النظام العالمي، مستشهدا بالهجوم السعودي المباشر الذي استهدف أمس شحنة أسلحة ومركبات إماراتية كانت موجهة إلى قوات مدعومة من أبو ظبي في جنوب اليمن. واعتبر أن أهمية هذا الحدث تكمن في كونه يعكس تعقيدا جديدا في المشهد اليمني، إذ لم يعد الصراع محصورا بين كتلة سنية وأخرى شيعية تقودها إيران، بل تحول أيضا إلى صراع بين السعودية والإمارات بوصفهما قوتين فاعلتين داخل الكتلة السنية. ورأى هكوهين أن هذه الانقسامات تعكس درجة تعقيد النظام العالمي مقارنة بالنظام الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية، والذي تميز بتنظيم مستقر نسبيا بين الكتلتين السوفيتية والأمريكية. ولفت إلى أن النظام العالمي الجديد، خلال العقد الماضي، بدا خاضعا لتحولات تنظيمية ضمن ديناميكية غير منضبطة وغير مقيدة، مشيرا في هذا السياق إلى الصراع المتصاعد بين تركيا واليونان، رغم كونهما عضوين في حلف شمال الأطلسي. وأضاف أنه عندما يسعى الرئيس ترامب، أو حتى يحاول، إلى طمأنة حكومة الاحتلال بعدم وجود ما يدعو للقلق من امتلاك الأتراك طائرات متطورة، فإنه يتجاهل حدود السيطرة الأمريكية القوية، كما تفرضها طبيعة النظام العالمي الجديد. وأوضح أن نقاط الاحتكاك المحتملة بين تركيا وحكومة الاحتلال تتركز على المدى القريب في سوريا وقطاع غزة، إلا أن عداء نظام أردوغان للاحتلال قد يمتد إلى ساحات احتكاك إضافية. واستشهد هكوهين بتحليل قدمه الدكتور حاي إيتان كوهين يانروجاك، من مركز ديان، تناول فيه تصاعد العداء الذي يبديه نظام أردوغان تجاه الاحتلال، موضحا أن تركيا تسعى عموما إلى تقويض شرعية دولة الاحتلال لسببين رئيسيين، يتمثل أولهما في الولاء الديني الإسلامي المستوحى من حركة الإخوان المسلمين لتحرير القدس والأراضي المقدسة، فيما يتمثل الثاني في تطلعات أنقرة لإحياء نفوذ الإمبراطورية العثمانية، ومن وجهة نظر دولة الاحتلال، يندمج هذان الدافعان في صراع معلن ضد وجودها. وبيّن هكوهين أن التهديد التركي المحتمل للاحتلال يتجسد في سعي أنقرة للتوسع على امتداد حدودها الشرقية كاملة، بما في ذلك الأردن، ويتوازى ذلك مع تمدد في المجال البحري، ولا سيما في حوض شرق المتوسط، حيث يستلهم الأسطول التركي، بحسب وصفه، حلم استعادة العصر الذهبي للبحرية العثمانية. واعتبر أن من المفترض أن يكون الرئيس ترامب وفريقه على دراية بتطورات التهديد التركي، غير أن سلوكهم، بحسب المقال، تحكمه حسابات دولية باردة تهدف إلى إبقاء تركيا ضمن معسكرهم، ويفرض هذا الواقع على حكومة الاحتلال التعامل مع تعقيد استراتيجي جديد، يتطلب صياغة استجابة منهجية لم تتبلور بعد.