شفق نيوز- كركوك شهدت المناطق الشمالية من محافظة كركوك، ولا سيّما ناحية قره هنجير، تساقطاً كثيفاً للثلوج خلال الساعات الماضية، ما أضفى على المنطقة مشهداً طبيعياً استثنائياً. وحولت الثلوج، الجبال والسهول إلى لوحة بيضاء جذبت العشرات من العائلات المحلية، فضلاً عن مئات الزائرين القادمين من العاصمة بغداد وعدد من محافظات الجنوب، للاستمتاع بهذه الأجواء الشتوية النادرة. ومع ساعات الصباح الأولى، بدأت العائلات بالتوافد إلى المناطق المرتفعة في شمال كركوك، حيث غطّت الثلوج الطرق الزراعية، والأراضي المفتوحة، وأطراف القرى، وسط أجواء من الفرح والبهجة، خاصة بين الأطفال الذين استغلوا الفرصة للعب بالثلج والتقاط الصور التذكارية، في مشهد غاب عن المنطقة لسنوات طويلة. وقال عباس خالد، وهو أحد سكان كركوك، في حديث لوكالة شفق نيوز، إن "تساقط الثلوج بهذا الشكل أعاد الحياة إلى المناطق الشمالية من المحافظة، ودفع الكثير من العائلات للخروج من منازلها وقضاء أوقات ترفيهية في الطبيعة"، مشيراً إلى أن "قره هنجير باتت خلال اليومين الماضيين مقصداً رئيسياً للعائلات الباحثة عن أجواء مختلفة". وأضاف خالد ان "الإقبال لم يقتصر على أهالي كركوك فقط، بل شهدنا وصول أعداد كبيرة من الزائرين من بغداد ومحافظات الجنوب، الذين حرصوا على استغلال العطلة والاستمتاع بالثلوج"، لافتاً إلى أن "هذا الزخم يعكس تعطّش المواطنين لمثل هذه الفعاليات الطبيعية". من جهتها، أوضحت أسماء عبد الجبار، وهي موظفة من كركوك، أن "الأجواء الثلجية شكّلت متنفساً نفسياً للعائلات بعد فترة طويلة من الضغوط اليومية"، مؤكدة أن “المنطقة بدت وكأنها موقع سياحي مفتوح، حيث انتشرت العائلات في المساحات البيضاء، وسط أجواء من الفرح والتواصل الاجتماعي". وبينت ان "الثلوج في شمال كركوك ليست حدثاً اعتيادياً، ولذلك يحرص الكثير على توثيق هذه اللحظات بالصور ومقاطع الفيديو"، مبينة أن "هذه الأجواء تترك أثراً إيجابياً، خصوصاً لدى الأطفال والشباب". بدوره، ذكر أنس خورشيد، وهو أحد سكنة الناحية، أن "الثلوج التي شهدتها قره هنجير تمثل فرصة نادرة لسكان المحافظات الجنوبية، الذين لا يختبرون مثل هذه الأجواء في مناطقهم"، موضحاً أن "المنطقة تحوّلت إلى وجهة سياحية مؤقتة، تجمع بين الطبيعة الخلابة وبرودة الطقس". وأشار خورشيد إلى أن "الطبيعة الجغرافية لشمال كركوك، خصوصاً المناطق الجبلية، تجعلها مؤهلة لتكون مقصداً سياحياً شتوياً في حال توفرت البنية التحتية والخدمات اللازمة"، داعياً الجهات المعنية إلى "الاستفادة من هذه الظواهر الطبيعية لتعزيز السياحة الداخلية". في السياق ذاته، أكد حسين عبدالله، وهو أحد مواطني كركوك، أن "الإقبال الكبير على المنطقة يعكس رغبة المواطنين في الابتعاد عن صخب المدن واللجوء إلى الطبيعة”، لافتاً إلى أن “الثلوج أضفت جمالاً خاصاً على القرى والجبال، وخلقت أجواءً من الألفة بين الزائرين". ودعا عبدالله الجهات المختصة إلى "تنظيم حركة الزائرين، وتأمين الطرق، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة وتكوّن الجليد في بعض المناطق"، مشدداً على "أهمية توفير الإرشادات اللازمة لضمان سلامة العائلات". ورغم الأجواء الاحتفالية، حذّر مواطنون من صعوبة بعض الطرق المؤدية إلى المناطق الشمالية بسبب تراكم الثلوج، مطالبين بتكثيف الجهود الخدمية وفتح الطرق الرئيسية، لا سيما مع استمرار موجة البرد. وتبقى الثلوج التي غطّت شمال كركوك حدثاً لافتاً هذا الشتاء، أعاد للمنطقة حيويتها، وجعلها محط أنظار المواطنين، في مشهد يعكس جمال الطبيعة حين تفرض حضورها، وتمنح الناس لحظات من الفرح والدهشة وسط برد الشتاء.