أثبتت الفنانة السورية روبين عيسى قدرتها الفائقة على تقديم أدوار تتسم بالتنوع والتعقيد، حيث واصلت رحلتها الفنية الثرية التي تجمع بين التميز في الدراما والتألق على خشبة المسرح. بعد سنوات من العطاء الفني، تزداد عيسى إشراقا، محققة حضورا لافتا من خلال أدوارها المختلفة التي تحمل ملامح إنسانية معقدة وجاذبية خاصة. ولعل أبرز محطات هذا العام كانت مشاركتها في العرض المسرحي "عرس مطنطن" الذي قدم ضمن فعاليات موسم الرياض، تبدأ الحكاية من عرس في أحد أحياء دمشق القديمة، لتبنى عليه شبكة من العلاقات والتفاصيل اليومية التي تعكس بنية المجتمع المحلي، وقيمه التقليدية المرتبطة بالتكافل والكرم والشهامة وتصدى لبطولة العرض كل من قصي خولي ونور علي، وفاء موصللي، نادين تحسين بيك، محمد خير الجراح، جمال العلي، سوسن ميخائيل، هشام كفارنة، محمود خليلي.. وغيرهم. وفي تصريح خاص لروسيا اليوم تقول روبين بأن العرض المسرحي "عرس مطنطن" الذي أخرجه المخرج عروة العربي، شكل نقطة فارقة هذا العام. وعادت إلى فضاء المسرح الذي تحبه وقدمت شخصية "أم يسري"، الداية الشعبية التي تمتاز بالدهاء والحكمة، لكن في قالب إنساني بعيد عن التقاليد النمطية لشخصية الداية في الدراما السورية. وأضافت أن شخصية "أم يسري" ليست مليئة بالبعد الاجتماعي فقط، بل هي امرأة تحمل في ملامحها مزيجا من القوة والضعف، ما جعلها شخصية مهضومة وقريبة من قلب الجمهور. وأشارت عيسى إلى أن العرض كان مليئا بالكوميديا والدراما الراقصة، مما جعله تجربة فنية حية تعكس التراث السوري بأسلوب عصري. وقد كان تفاعل الجمهور السعودي مع العرض مدهشا، حيث أظهروا تقديرا كبيرا للأداء المميز لفريق العمل. وأوضحت أن المسرحية فريدة من نوعها خاصة تقديمها لأول مرة في مهرجان الرياض، حيث كان "عرس مطنطن" أول عرض سوري في هذا المهرجان المرموق، ما فتح المجال أمام الفن السوري ليصل إلى جمهور أوسع ويثبت مكانته على الساحة الفنية العربية. وعن اعتماد الحكاية الشامية الشعبية في العرض المسرحي أشارت روبينبأن البيئة الشامية لا تزال تحظى بشعبية كبيرة لدى الجمهور العربي، لكن هذه الشعبية لا تعني أن الفنان يجب أن يكون محصورا في هذا الإطار. على العكس، يجب التركيز على التنوع الفني والابتكار، وتقديم شخصيات جديدة تجمع بين الأصالة والتجديد، وهو ماتابعناه في فصول الحكاية المسرحية بدءا من الترويج الإعلاني المبتكر للعرض مرورا بأبطاله من فنانين وفنيين وموسيقى ورقص فني حتى لحظة إسدال الستارة آخر يوم. وعبرت الفنانة روبين عيسى عن سعادتها الكبيرة للدعم الكبير الذي قدمته هيئة الترفيه السعودية، برئاسة معالي المستشار تركي آل الشيخ، والذي كان له دور كبير في دعم الأعمال الفنية السورية وعرضها في المهرجانات السعودية. كما أعربت عن شكرها العميق للجمهور السعودي على حفاوة الاستقبال والتفاعل الواسع مع العروض السورية، مشيرة إلى أن هذا التفاعل يمثل حافزا كبيرا لها لتقديم المزيد من الأعمال المتميزة. *من الدراما الاجتماعية إلى الشخصيات الشعبية بعيدا عن أضواء المسرح، قدمت روبين عيسى هذا العام مجموعة من الأدوار في الدراما السورية، التي تجسد تنوعا فنيا يعكس قدرتها على تقمص مختلف الشخصيات المعقدة. وتحدثت عن مشاركاتها في الموسم الرمضاني 2026 فقد انتهت مؤخرا من تصوير مسلسل "المليئية" من إخراج د. محمد زهير رجب وتقول عن شخصية ناريمان التي تقدمها فيه بأنها نموذجا للفتاة المكافحة فهي تعمل كمصففة شعر، لكنها تحمل في طياتها تناقضات نفسية، إذ تجمع بين الهضامة والثرثرة التي تعكس شخصية لاذعة في مجتمع يفرض عليها تحديات اجتماعية قاسية. أما في مسلسل "اليتيم" من إخراج تامر إسحاق، فشخصية "سعاد" تحمل نوعا مختلفا حيث تشكل جزءاً من الحكاية الإنسانية المعقدة للمسلسل، وتجسد معاناة المرأة في مجتمع قاس، وحالة من الصراع الداخلي بين الرغبات والواقع. وهناك شخصية "نورهان" في الجزء الثاني من مسلسل "تحت الأرض " للمخرج مضر ابراهيم وفيه تتصاعد فصول الحكاية ويجعلها تعيش أجواء مشحونة نفسيا، وتتعرض لتحديات اجتماعية وعاطفية مما يدخلها في صراعات جديدة وخطوط درامية معقدة. وتضيف روبين هناك حضور لي كضيفة شرف في مسلسل مطبخ المدينة مع المخرجة رشا شربتجي بدور المطربة "ذكرى". وهو فرصة للظهور لي بشكل فني مختلف، خاصة أن الطابع الموسيقي هو الغالب بالشخصية وسيتيح لي التنقل بين الأنماط الموسيقية والغنائية من الأداء. واستمرت روبين عيسى في مسيرتها الفنية دون توقف، حيث تتطلع دائما إلى تقديم أدوار جديدة في مختلف الألوان الفنية، وقدرتها على مواكبة تطور الفن من خلال تنوع أدوارها وابتكارها في تقديم الشخصيات. المصدر: RT .