ثمة جهات خيرية وإنسانية ووقفية، تحوِّل المنح الدراسية من فعل عاطفي إلى منظومة مؤسسية تتمتع بالحوكمة وإيجابية النتائج، وغايتها هندسة أثر يمكن قياسه وتكراره، عبر رؤية واضحة، وعمليات منضبطة، وحلول رقمية تربط كل ريال بنتيجة مجتمعية ملموسة.ذلك النموذج المتميز أحد أبرز أعمال «مؤسسة سعيد ردَّاد الخيرية» على امتداد ستة أعوام؛ إذ استطاعت تطوير قاعدة استثمارية متنوعة تُموِّل بها برامجها المانحة بصورة مستدامة، في انسجامٍ تام مع «رؤية 2030».هنا؛ يلتقي التمويل الراسخ بالإدارة الاحترافية، فينتقل العطاء من الاستجابة اللحظية إلى الأثر الباقي، ومن الارتجال إلى البناء طويل الأجل، فخريطة مشروعاتها تكشف عقلاً يُمنح حيث يتضاعف النفع العام في عطاء مؤسسي رشيد.أما آلية المنح، فتعتمد على «هندسة المنح» بمعناها العلمي: معايير واضحة، بيانات موثوقة، ومسؤولية تجاه النتائج قبل الروايات، إذ تتكون من دورة منح تقلل الهدر وتعزز الشفافية وتربط التمويل بقياس الأثر لا بحجم الصرف، خصوصاً أنها تعتمد على التقديم الإلكتروني الموثق، ودراسة منهجية لكل مسار، وتواصل مهني حتى قرار البت.تلك الخطوات ترسم معياراً للعطاء المؤسسي المستدام، في رسالة تؤكد أن المنح حين تدار بمعرفة وميزان أثر صارم، تتحوّل إلى قوة تنموية تراكم الخير اليوم وتبقيه غداً.(مثلُ الذينَ يُنفِقونَ أموالهم في سبيلِ الله كمثلِ حبّةٍ أنبتت سبعَ سنابلَ في كلِّ سنبلةٍ مائةُ حبّةٍ واللهُ يُضاعِفُ لِمَن يشاء).